السعودية مهوي أفئدة المسلمين في كافة أنحاء المعمورة لكونها بلد الحرمين الشريفين والتي يأتيها الناس من كل الدنيا لزيارة الحرمين ولإداء فريضتي الحج والعمرة ، ولكنها بالنسبه للمصرين لها عشق من نوع خاص كما أن العلاقات بين البلدين علاقات قديمة منذ دخل الإسلام مصر في القرن السابع الميلادي وحتي يومنا هذا .
وكما وقفت مصر بجانب السعودية في أوقات شدتها قبل إكتشاف البترول ووقفت السعودية بجانب مصر في أوقات شدة كثيرة وخاصة في حرب أكتوبر 1973 ولست أذكر ذلك من أجل المعايرة أو أي شيئ ولكن الهدف هو التأكيد علي أن العلاقات بين البلدين قديمة والمحبة والأخوة متبادلة وقد ظلت تلك العلاقات الرائعة حتي قامت ثورة 25 يناير 2011 .
ما إن قامت الثورة وبدأت تطالب بخلع مبارك حتي وقفت السعودية بكل قوتها خلف مبارك حتي أنه حين هددت أمريكا بقطع المعونة عن مصر كوسيلة للضغط علي مبارك لدفعه إلي التنحي أعلنت السعودية بأنها ستدفع المعونة إذا قامت أمريكا بقطعها .
والأشد حزنا أن نعرف أن الدولتين التين وقفتا مع مبارك منذ بدأت الثورة وحتي تنحي هما السعودية وإسرائيل !! ، ولست أفهم أيضا لماذا تتدخل السعودية من البداية في هذا الموضوع هل نسو أن مبارك هو رئيس مصر وليس ملك مصر وطالما هو رئيس منتخب من الشعب المصري فمن حق الشعب المصري وحده أن يقرر بقاءة أو رحيله .
ولم تكتفي بذلك بل تزعمت حملة شعواء في الخليج العربي لتضيق علي المصرين ورفض تجديد الإقامة وعقود العمل لمن أوشكت إقامتهم وعقودهم علي الإٌنتهاء ، كما بدأت تعامل المصرين أسوء معاملة .
ولست أفهم لماذا تقوم السعودية بهذه التصرفات فلست أفهم مما تخشي هل تخشي من أن تنتقل عدوي الثورة إليها خاصة بعد حدوث بعض المظاهرات في المنطقة الشرقية وبعد الأحداث التي شهدتها ممكلة البحرين المجاورة.
وما هو ذنب المصرين ولماذا لم تشمل هذه الإجراءات التونسين والليبين أو حتي اليمنين الذين قامو بخلع رئيسهم علي عبد الله صالح ، أم أن هذه رسالة مفادها أن الرئيس القادم لمصر يجب أن يحظي بموافقة السعودبة أولأ .
والواقع إن ما تعرضت له بعثه العمرة المصرية الأخيرة من ألوان التعنت والإساءة والإهانه الجسدية والمعنوية أمر محزن خاصة وهو يأتي من دولة يحبها المسلمين جميعا .
وأختم بدعوي إلي اخواننا وأشقائنا في السعودية أن يتفهموا أن مبارك هو رئيس مصر ومهما كانت قناعاتهم فعليهم أن يحكموا العقل فأي رئيس مهما كان وزنه السياسي أو مكانته العالمية فهو فرد زائل لا محالة مهما طال عمرة والباقي هو الشعب المصري الذي يكن للسعودية كل الإحترام والتقدير وأتمني أن لا تطول مدة هذه التجاوزات السعودية ضد المصرين سواءا العاملين بهاوبدودول الخليج أو القادمين إليها كمعتمرين أو حجاج فلا يليق بدولة الحرمين أن تستمر في مثل تلك التصرفات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق