الخميس، 18 أغسطس 2011

العنونة

العنونة أمر مهم جدا ومن أهم الأدوات التي يجدر بكل انسان أن يحملها معه في رحلة الحياة، ليعنون فترات حياته ويعنون ما يحدث من قبل الآخرين. 
فمثلا ... يمر الآدمي بفترة يكون فيها ملتفتا إلى الدنيا وما فيها غير مبال بعقوبة أو ثواب ثم تأتيه لحظة يستيقط فيها حين يرى رجلا عجوزا أعياه الدهر يجاهد ليصل للمسجد أو حين يرى أحد ذوي الاحتياجات الخاصة وهو قد وجد تجارة بالحلال ليكسب قوت يومه، فيستيقظ هذا البني آدم ليضع عنوانا لتلك الفترة السابقة ويبدأ فترة جديدة لا يعنونها حتى ينتهي منها وإن جاءه الموت وهو لم ينته فالموت يعنونها له بأن يجعل الناس يذكرون خاتمته بالخير أو بالشر.

بدأت أشعر بأن كثيرين في مصر لم يعودوا يعنونوا كما سبق، فبعد قيام الثورة وتنحي مبارك عنونا فترة حكمه بفترة الظلم والظلام، ورغم استمرار الثورة ورغم انتهاء صلاحية أشخاص كثيرين معنا إلا أننا لا نعنون لهم، علينا فعلا أن نعنون لهم ليعلموا أنهم لم يعودوا مختبئين خلف أقنعتهم بعد الآن.
أضرب لكم مثالا واقعيا، في بداية الثورة وقبل أن يتنحى مبارك كان عمرو مصطفى يظهر على التلفزيونات ليشتم الثوار وبعد أن تنحى مبارك سقط قناع عمرو لنجد أنفسنا نعنون تلك الفترة التي قضاها في تخوين الثوار بأنها ((خيانة للثورة)) لكننا وجدناه مايزال يسب الثورة ويهاجم الثوار ويدافع عن أبوه حسني فلم نعنون له كما يجب واكتفينا بقول أنه فلول والسلام بينما يجدر بنا أن نعنون له عنوانا كـ (عودة الأهطل) أو (المصدق نفسه) وعنواين أخرى خيالكم له قدرة على إيجادها، عناوين تعبر عن غباءعمرو وتأثيره على شخصه العبيط لا تعبر عن غباءه وتأثيره علينا فهذا شيئ لا يجدر به أن يؤثر أصلا! 

العنونة حاجة مهمة جدِّي وإن تركناها سيستمر الفلول في ممارسة فلفلتهم وسيستمر كل من يرى نفسه كبيرا في البلد بممارسة دول الأب الوحيد اللي ملناش غيره. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق